هجرني الحب الجزء2

سكون دفين يخيم على المدينة،وظلام أسود سيطر على غرفة أحلام،فتحت الستار عل النور يدخل لها،أحلام،استدارت بالخلف و إذا أمها تشعل المصابيح وتقضي على ذلك السواد كله،أردت أن أتحدث معك قليلا،جلست الاثنتان على السرير،مسكت والدة أحلام(فاطمة) على يد أبنتها،توجه لها بضع كلمات،تريدها أن تنسى هشام،ولكن كيف؟وقد سرى دم هشام في شرايين أحلام،لا تتعبِ نفسك كثيرا يا أبنتي في التفكير،فإن هشام قد باعكِ منذ عودته من سفره،لم تكمل والدة أحلام الكلمات و إذا بها تجهش في البكاء،احتضنتها بين ذراعيها،تحيطها بالحب والحنان،تخف عليها هم ذلك الرجل الثقيل،دوى صوت أحلام المنزل من شدة الهدوء الذي فيه،خرج حسام من غرفته فزع،وقف في وسط الصالون عله يستنتج من أين هذا البكاء،و إذا به يتوجه نحو غرفة أحلام ،طرق الباب ودخل لم يعد يستحمل الانتظار أكثر،لم يسأل ولم يتعجب من بكاء أحلام بل العكس فقد تعود عليه،وجه نظره إلى والدته،كلمة واحده اختصر فيها الموضوع بأكمله،(هشام) هزت الأم رأسها بالنفي لأنها تعلم ما يدور في مخيلة حسام هذه المرة،بانت عليه ملامح الغضب واحمر وجهه الأبيض،قامت (فاطمة) من السرير مسرعة ومسكت يد حسام،أبني حسام أرجوك لا تفعل له شيء،لا تعرض نفسك للخطر،أن هشام أبن عمك ومهما فرقتنا الظروف سوف يبقى أبن عمك،قبل حسام رأس والدته وهدأ من نفسه قليلا ثم توجه لأخته،لقي عليها كلمات كالسهم في القلب،لقد خطبكِ اليوم مني أحمد ولكن كما كنت أفعل سابقا مع أي شخص أراد أن يخطبكِ،يخرج من مكتبي وهو متحسر عليكِ،ويضع اللوم على نفسه لقد تأخرت كثيرا في خطبتكِ يا أحلام،ولكن سوف تتزوجين احمد،وتنسي هشام،صرخت أحلام صرخة من أعماق قلبها المكبل بالهموم،لا أريد...لا أريد....</span>



خرج حسام من الغرفة وصفق الباب خلفه و الأم جالسة تنظر لهما لا تدري ماذا تفعل،فقد سئمت من هذا الحب الهجري،وأبيض شعرها الأسود،مسحت دموع أبنتها المتساقطة وجعلتها تخلد للنوم قليلا علها تنسى هذا الرجل،ثم خرجت من الغرفة لتلقي نظرة على غرفة حسام،تبحث عنه في أرجاء المنزل،ضاقت بها الدنيا،فجلست في الصالون على الأريكة القديمة واضعة رأسها بين ركبتيها تبكي على حالها أم على حال أبنتها،حتى غفت بسبات عميق أوصلها إلى الأحلام والكوابيس التي تنتج عن الأحداث التي تدور في منزلها الصغير،مع هذه الفتاة وهذا الشاب،دون زوج يحميها،يكون عطوف عليها،فقد شاءت له الأقدار أن ينتقل لربه وهو مازال أبا طفلين صغيرين،ولم تفكر في الزواج مرة ثانية من بعده.



في صباح يوم جديد،وبزغردة الطيور في حديقة هشام الخلابة،كان هشام يجلس هناك،يتحدث بينه وبين نفسه،فقد حرك سؤال صادق مشاعره بالأمس،أخذ يردد بين مسامعه أسم (أحلام)حقا أنها كانت حلمي،آه على تلك الأيام التي ذهبت،ولكن هي السبب،هي التي كانت تتعذر أن تخرج معي لنتنزه قليلا،لنمشي لنا بعض الساعات،كم كانت أيام جميلة على قلبي،وعلى قلبها أيضا،لقد اشتقت لتلك السويعات التي قضيناها معا،رفع هاتفه يريد أن يتصل بها ولكن ثم شي ما قبض على قلبه وجعله يتراجع عن قراره،وإذا بالسكرتيرة (سميرة) تتصل به،لم تعتاد أن يتأخر هشام على مكتبه لهذا الوقت بل هو نشيط وحريص على أعماله،أجابها أنه متعب قليلا ويريد أن يرتاح اليوم،فلن يذهب للمكتب،غلق سماعة الهاتف ووضعه على الطاولة،قام يتمشى قليلا في حديقته بين النباتات الخضراء والزهور الوردية حصل على ورقة بيضاء،خطت بيد أحلام،عزيزي هشام،أن مابيننا كان أوسع من هذا الكون الذي حواليك،واكبر من هذا المنزل الذي تعيش فيه،و أكثر من تلك الأموال التي بين يديك،فأعلم يا سيدي أن سرقتني الأيام عنك لا تندم وان سرقتك الأيام عني سوف أندم،ربما أكون انا السبب في فراقنا هذا،وربما القدر كتب لنا لعبة أخرى نقطع شوطا للوصل لها.أحلام....


اخذ الورقة وقبض عليها قبضة أقوى من الصخر،أراد أن يمزقها ولكنها ربما تكون آخر رسالة توصله من أحلام....فكلماتها ألغازا ليس لها حدود،وكأنها سكاكين تطعن في قلبي...وأي قلب هذا؟قلب حواه الحقد والكره،أسود حتى على أقرب الناس إليه،والداه أم حبيبة قلبه(أحلام) أم على حسام أبن عمه أم قرين عينه (صادق)؟ولكن مشاعره كالجبل الصلب،لا تهزه رياح الشرق أم الغرب،فقد أعتاد أن يكره ولا يحب،يحقد ويبغض دون أن يحس بنفسه،لا نعلم ما السبب ربما تلك الامول وربما شيء آخر جعلته يتحول إنسان جديد، معدوم الإحساس،صلب،خشن،ليس ذرة رمال تهب عليها الرياح فتوصلها إلى أي مكان وترمي بها وتهرب عنها،فتغرق بين حبات الرمال المتناثرة.

تسلم
ننتطر المزيد
تحياتي

يسلموووووووووووووووووووووووو

مشكووور
نتنضر مزيدك
تحياتي